انتشرت ظاهرة الزواج المتأخر هذه الأيام كنتيجة مباشرة للتكاليف العالية للزواج والعزوف عنه لسبب أو لآخر، ولذلك فإن الزواج المتأخر له آثار سلبية قد لا تظهر على الرجل ولكنها تظهر على المرأة وخصوصاً في حال الحمل والولادة.
والحقيقة ولكي نتعرف على المشكلات الصحية التي قد تصيب المرأة في حال حملها وهي في عمر متقدم كان لـ »الصحة أولاً« هذا التحقيق:
يعد الحمل والولادة حدثين مهمين في حياة كل سيدة، وتعد الفترة ما بين الحمل والولادة من أهم الفترات وأخطرها بالنسبة للحامل بالإضافة طبعاً ليوم الولادة، وفي بعض الحالات يحدث الحمل عند النساء في أعمار متقدمة.
وعن الحمل في منتصف العمر ومشكلاته يقول الأخصائيون أن المرأة تكون في هذا العمر والذي يبدأ من سن الـ35سنة معرضة لمضاعفات مرضية كثيرة، تتجلى في عوامل عدة، فنسبة الإجهاض عند النساء فوق سن الأربعين تكون ثلاثة أضعاف النساء في العشرينات من عمرهن.
وهناك أيضاً نسبة تشوهات خلقية عند المواليد، وهي العيوب الحاصلة في الكروموزومات مثل متلازمة داون تصبح فرصة الإصابة بها عالية عند المواليد من أمهات أعمارهن فوق الأربعين سنة، وتواجه الأم أيضا خطورة بسبب زيادة مضاعفات الحمل بعد ذلك السن مثل ارتفاع ضغط الدم وأيضا سكري الحمل وتسمم الحمل وهو ارتفاع ضغط الدم مع زلال في البول.
وهذا تزيد نسبته لـ 9% بعد سن الـ 35 و15% بعد سن الأربعين، وهناك أيضاً نسبة التوائم التي تزداد مع تقدم عمر الأم ،ومشكلات الحمل عموما تزداد كالنزف أثناء الحمل وهذا يكون نتيجة لانفصال المشيمة عن مكانها أو وجود المشيمة في مكان غير طبيعي، وأيضا نسبة الولادة قبل الموعد تكثر عند فئة الأمهات المتقدمات بالعمر.
وهناك المشكلات أثناء الولادة والتي تزيد عند هذه الفئة من الأمهات مثل أوضاع الأجنة غير الطبيعية كالطفل النازل بالمقعد أو بالعرض، فهذا يزيد نسبة اللجوء للولادة القيصرية، وهذه العوامل مجتمعة تزيد من فرصة فقدان الجنين، وأيضا تزيد من أهمية العناية المركزة للأم والجنين، ولو كانت الأم تعاني من مرض معين وحدث الحمل في سن متأخرة، فهذا يضاعف من النتائج السلبية، لو كانت تعاني من السكري مع الحمل هذا يزيد من نسبة إصابتها بمشكلات صحية تأثر على أعضاء جسمها بالكامل، وتلقائيا تزيد مضاعفات الحمل وتزيد الخطورة على المواليد من حيث التشوهات الخلقية والولادة غير الطبيعية ونسبة فقدان الجنين تكون عالية.
ومن أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها عند حدوث الحمل في عمر متقدم ما يلي:
لا يجب أن تخاف النساء جراء الحمل في عمر متقدم ،لأنه لكل حالة ظروفها الخاصة، فمن الممكن أن تكون الأم قد تزوجت في عمر متأخر أو أنجبت متأخرا نتيجة تعرقل سبل الإنجاب لظروف خاصة بها أو أي سبب دفعها للحمل بعمر متأخر، وهذا لا يدفع إلى منعها من الحمل.
ولكن يجب أن نوليها عناية خاصة وذلك للاحتمالية العالية من إصابتها بمضاعفات الحمل، فيجب أن تكون تحت الملاحظة بشكل أكبر من الأمهات صغيرات السن، ومن العلاجات الخاصة بتلك الفئة، إجراء تحليل للسائل الميوني حيث تؤخذ عينة منه للتأكد من سلامة الجنين من التشوهات، وبالأشعة فوق الصوتية نشخص الحالة ونقوم بالكشف عن التشوهات هذا بالنسبة للتشوهات الخلقية، وعند وجود أي مشكلة نبدأ بالتدخل، ونقوم أيضا بعمل تحليل للسكري والضغط وتكون مراقبتهما بصورة مستمرة.
ولا يوجد حالات ندعوها لعدم الإنجاب وذلك لعدم وجود شيء مؤكد، فمن الممكن جداً أن تحمل بعض النساء في الأربعينات من عمرهن ويكون المولود بكامل صحته وبمنتهى الذكاء وتنقضي فترة الحمل بشكل طبيعي جدا، ولكن نحن ننصح الأمهات المتقدمات بالعمر ونعرض عليهن الخطورة المتوقعة من الحمل بسبب العمر المتقدم لهن والقرار يعود للأم، وعند حدوث الحمل يكون علينا الرقابة والمتابعة، ولا يتم منع الأم من الحمل إلا إذا كانت تعاني من مرض خطير كالحالات المتقدمة من مرض القلب وأيضاً الارتفاع غير المسيطر عليه بالسكر وبكميات عالية ومن الصعب التحكم به، ومع تقدم عمر المريضة ننصحها بتجنب الحمل وفي حال الخطر المباشر على حياتها ندفعها لعدم الحمل.
وللاستمتاع بحمل ميسر للأمهات المتقدمات بالعمر فبمجرد علمهن بالحمل يجب أن يلجأن للطبيب المختص وذلك لعمل متابعة مستمرة لهن ويقدم لهن العناية اللازمة، وكأي امرأة حامل عليهن أخذ قسط من الراحة اليومية وتناول الغذاء الصحي والمتكامل كالخضراوات والفواكه والإكثار من السوائل والاهتمام بصحتهن بشكل عام ،أما العناية بالجنين فهو أمر خاص بالطبيب المتابع لهن، ولكن هذه الإجراءات يجب الاهتمام بها بشكل كبير وملتزم من قبل النساء الحوامل المتقدمات بالسن.