[center]المجمع الفقهي الإسلامي (رابطة العالم الإسلامي).
نص القرار: بشأن موضوع استنكار المجلس تصوير النبي صلى الله عليه وسلم، وسـائر الأنبيـاء عليهم الصـلاة والسلام:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، في دورته الثامنة، المنعقدة في الفترة مابين 27 ربيع الآخر 1405هـ و8 جمادى الأولى 1405هـ قد اطلع على الخطاب الموجه إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز من مكتب الرئاسة في قطر برقم 5021/5 وتاريخ 25 ربيع الأول 1405هـ ومرفق به كتيب فيه صورة مرسومة يزعم صاحبها أنها صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصورة أخرى يزعم صاحبها أنها صورة لعلي بن أبى طالب، رضي الله عنه. فأحالها سماحته بموجب خطابه رقم 318/2 وتاريخ 30 ربيع الآخر 1405هـ إلى مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، لإصدار ما يجب حيال ذلك. وبعد أن اطلع المجلس على الصورتين المذكورتين، في دورته الثامنة، المنعقدة في مكة المكرمة بمقر الرابطة قرر ما يلي: أن مقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام عظيم عند الله تعالى، وعند المسلمين ، وأن مكانته السامية، ومنزلته الرفيعة، معلومة من الدين بالضرورة، فقد بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، وأرسله إلى خلقه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وقد رفع ذكره، وأعلى قدره، وصلى عليه وملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فهو سيد ولد آدم، وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم. وأن الواجب على المسلمين احترامه، وتقديره، وتعظيمه التعظيم اللائق بمقامه ومنزلته عليه الصلاة والسلام. فإن أي امتهان له، أو تنقص من قدره، يعتبر كفرًا، وردة عن الإسلام، والعياذ بالله تعالى. وأنّ تخيل شخصه الشريف بالصور، سواء كانت مرسومة متحركة، أو ثابتة، وسواء كانت ذات جرم وظل، أو ليس لها ظل وجرم، كل ذلك حرام، لا يحل ، ولا يجوز شرعًا، فلا يجوز عمله أو إقراره لأي غرض من الأغراض، أو مقصد من المقاصد، أو غاية من الغايات وإنْ قصد به الامتهان كان كفرًا. لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة، والمحاذير الخطيرة شيئًا كثيرًا وكبيرًا، وأنه يجب على ولاة الأمور، والمسئولين ووزارات الإعلام وأصحاب وسائل النشر، منع تصوير النبي صلى الله عليه وسلم، صورًا مجسمة، أو غير مجسمة: في القصص والروايات، والمسرحيات، وكتب الأطفال، والأفلام، والتلفاز، والسينما، وغير ذلك من وسائل النشر، ويجب إنكاره وإتلاف ما يوجد من ذلك. وكذلك يمنع ذلك في حق الصحابة -رضى الله عنهم- فإن لهم من شرف الصحبة، والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن الدين، والنصح لله ورسوله ودينه، وحمل هذا الدين والعلم إلينا، ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم وإجلالهم. ومثل النبي صلى الله عليه وسلم سائر الرسل والأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- فيحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلى الله عليه وسلم. لذا فإن المجلس يقرر: أن تصوير أي واحد من هؤلاء حرام، ولا يجوز شرعًا، ويجب منعه. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. [/center]