مناها الفردوس مشرفة عالم حواء
نقاط : 1447 السٌّمعَة : 32 عدد المساهمات : 805 تاريخ التسجيل : 06/01/2010
| موضوع: الـغـيـبـة .. خـطـر خـفـي يـهـدد صـيـام المسـلمـيـن الثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:28 am | |
| يعتبره البعض وسيلة لـ « تمضية الوقت » :
الـغـيـبـة .. خـطـر خـفـي يـهـدد صـيـام المسـلمـيـن جوري محمد – الدمام لقاءات نسائية لا تخلو من الثرثرة هلّ علينا الشهر الكريم بنفحاته وروحانيته، واستعدت النفس له للطاعات وفعل الخيرات وأداء الصلوات، والصوم الحقيقي عن الطعام والشراب والملذات، والكف عن آفات اللسان ذلك الخطر الحقيقي الذي يهدد الصيام ويأكل الحسنات وينتشر ضرره على الآخرين، فكيف نحفظ صيامنا من هذه الآفة الخطيرة، وكيف ننجو بألسنتنا عن ارتكاب ذنوبٍ تمنعنا منحًا ربانية موسمية .. فهذا ما حاولنا الوصول إليه من خلال التحقيق التالي : صديقات أمل محمد ـ طالبة ـ تحكي لنا عن مشكلتها مع صديقاتها في الجامعة فتذكر أن الكلام بينهن لا يخرج عن الغيبة، رغم علمهنَّ أنها حرام، إلا أنه لا تخلو بعضهن من هذه الحكايات التي تنال من سِيَر الناس والحديث عنهم، وتستكمل حديثها فتقول :" حاولت مرة استيقافهن للحديث عمَّا يخصهن فقط، فاتهمتني صديقاتي بأني معقدة ومتشددة".!! صورة وترسم أم فيصل ـ موظفة ـ صورةً لجلسات الموظفات حتى في أيام رمضان المباركة إذ تقول :" الغيبة وسيرة الناس تملأ المكتب، ولا يحلو الحديث إلا بالغيبة والثرثرة عن الناس وأسرارهم، وما يؤلمني أكثر أن كل موظفة تتحدث عن الأخرى غيبة في حين أنها لا تبدي ذلك أمامها نهائيا"، وتضيف أم فيصل :" أشفقتُ على صيامي في رمضان فطلبتُ نقلي من المكتب وذهبت إلى آخر، ولكني فوجئت عندما وجدت المكتب الجديد أسوأ من مكتبي القديم، فكل واحدة منهن في هذا المكتب تتفنن في أكل لحم صديقتها والخوض في تفاصيل خاصة لا يحق لها أن تتحدث عنها، ولكنه ضعف الإيمان والتطفل .. بل والغيبة، وهن بذلك لن يحصدن سوى خسران الحسنات ومضاعفة الذنوب نسأل الله السلامة " . حسم بأسباب وتقول منى العبد الكريم موظفة : " أوذيتُ في عملي وتعرضتُ لخصمِ جزءٍ من مرتبي لمجرد رفضي الاستماع إلى رئيستي في العمل وهي تغتاب زميلاتي وأني نصحتها بكل هدوء وأخبرتها بأن هذه غيبة وحكمها شرعا حرام، فكان رد فعلها إيذائي في عملي ومن بعدها لم أحاول أن أنصحها مرةً أخرى، والآن أراها تغتاب وتخطئ وأنا ملتزمة الصمت، وأعلم أن صمتي خطأ، ولكن لا أعرف ماذا أفعل ؟ ورغم أن النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات ديننا الإسلامي، وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إلا أنه لا حيلة لي ! فمرتبي ضعيف وأخاف من أن يتكرر الموقف ويلحق بي الضرر والخصم من مرتبي، والأمر لا يحتمل ذلك " . اعتراض أما أم حمد ـ ربة منزل ـ فتقول :" أقابل جاراتي في المسجد في رمضان وبعد صلاة التراويح نعود معًا إلى منازلنا، وفي مرة وبعد أدائنا الصلاة جاءت إلى جواري إحداهن وتهمس بأذني حول صديقة لنا أخرى وتغتابها وقالت عنها أسوأ كلام، فقاطعت حديثها وذكَّرتها بأن ما تقوله يُضيِّع ثواب كل ما أخذناه في الصلاة، فاعترضت على كلامي واتهمتني بأنني أُسيء فهمها، وبعد أيامٍ فوجئت أنها حوَّرت الكلام ضدي، وأحدثت بيني وبين صديقتي خلافًا بعد أن أشاعت أنني أتكلم عنها وأغتابها وأتظاهر أمامها بالالتزام ." توازن ومن جانب علاقة الغيبة بالعوامل النفسية أكدت د. داليا الشيمي ـ أخصائية أمراض نفسية ـ أن الغيبة تتعلق بالتوازن النفسي للإنسان، وأن الشخص الذي يتمتع بصحةٍ نفسيةٍ متوازنة تكون أهدافه أكبر وطموحاته تشغل أوقاته، ولا يتبقى لديه وقت للحديث عن الناس، واعتبرت د. داليا مَن يغتاب ذا شخصية ضعيفة يرى أن كلامه عن الآخرين يعطيه مكانةً ووضعًا بينهم، ذلك لأنه ـ على حد قولها ـ يفتقد ما يقوله عن نفسه، والمغتاب شخص مضطرب، وبناؤه النفسي ضعيف ويتعامل من خلال ذلك مع الآخرين، وقد يصل به الأمر إلى مراحل متأخرة من الإدمان على الغيبة . أسباب ووقاية وبينت د .داليا سبب انتشار الغيبة في رمضان بقولها :" يتهاون البعض في مدى خطورتها على المجتمع ويعتبرها وسيلة لتسلية الصائمين وقضاء الوقت، أما من جانب الوقاية منها والتربية على نبذها في النفس فالغيبةَ يمكن قتلها في النفس منذ الصغر، وفي هذا الجانب أصح الأمهات بأن يربِّين أولادهن على أن يحكوا عن أنفسهم ومواقفهم في المدرسة والشارع ومع الأصدقاء، وفي الوقت نفسه تستوقفهم عندما يغتابون الآخرين، وبذلك تقتل بداخلهم بذور الغيبة منذ الصغر، ونحمي أولادنا من أنفسهم أولاً ثم من الآخرين ثانيًّا، وهنا أشدد على أن الأسلوب الرقيق في نصح الآخرين حتى لا نجرح مشاعرهم ونأتي بنتائج إيجابية، ويكون ذلك عن طريق إخبارهم بأن اجتماعكم لتتكلموا عن أنفسكم وليس عن الآخرين "، وردًّا على تساؤل حول سبب اهتمام النساء بالغيبة قالت د. داليا :" الشخصية النسائية بطبيعتها أكثر ميلاً للثرثرة والكلام وتجعلها تتكلم أكثر مما تفعل."!! | |
|