|
المنشآت الصحية بالمملكة تعج بالممرضات الاجنبيات |
لم نكن نعلم أن مشكلة خريجات الكلية الصحية في الدمام، المهددات بـ«البطالة»، ستستحوذ على هذا الاهتمام الكبير من الخريجات، اللائي يصل عددهن إلى 90 خريجة، فبمجرد نشر الموضوع أمس، انهالت علينا الاتصالات، من الخريجات أنفسهن وأولياء أمورهن، حيث كشفن عن مفارقات، تبرز مشكلتهن، وتصعد بها إلى آفاق، تبعث على التشاؤم في مستقبلهن. الخريجات، أكدن أن وزارة الصحة ظلمتهن ظلماً بيناً في وضح النهار، عندما تعهدت أمامهن بتعيينهن عقب تخرجهن، وسرعان ما تراجعت عن هذا التعهد، دون مبررات مقنعة، بل دون سابق إنذار، مشيرات إلى أن ما يؤسف له، أن تخلي «الصحة» عنهن، جاء في وقت قررت الوزارة نفسها، التعاقد مع ما يقرب من 2000 ممرضة أجنبية، موزعات على منشآت الوزارة . حق مشروع وذكرت الخريجة غاية المداوسي إننا «نعيش مرحلة من الإحباط الكبير، الذي خيم علينا نحن خريجات الكلية، ونقول بصوت عالٍ إننا مظلومات، ونرفع هذا الصوت إلى الجهات المسؤولة، لعلنا نجد من ينصفنا من هذا التجاوز»، مضيفة «جميع الطالبات كن يعلمن أن الكلية تابعة لوزارة الصحة، التي هي مسؤولة بالدرجة الأولى عن تعييننا لأننا مكثنا قرابة ثلاث سنوات ونصف السنة، في انتظار هذه الفرصة التي هي حق مشروع من حقوقنا»، مشيرة إلى أنه «إذا كانت وزارة الصحة تقول إنها أصبحت الآن ليست مسؤولة عن تعييننا فما ذنبنا؟، وقد قضينا سنوات عدة في الدراسة، ولماذا لم تخبرنا الكلية بأنها ستتخلى عنا في المرحلة القادمة؟».
المرأة السعودية وتتساءل غاية عما تدعيه وزارة الصحة بخطط السعودة وأين هي من الواقع، وتقول: «من يزور المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة، يجد أغلب العاملات أجنبيات، وأنا أتحدث هنا عن الممرضات، وبحكم عملي في مرحلة الامتياز في المستشفيات، فإني رأيت أغلب الممرضات من الجنسيات الآسيوية، وهذا يتنافى مع برامج السعودة التي يحث عليها ولاة الأمر يحفظهم الله الذين يبذلون قصارى جهودهم، من أجل أن تعيش المرأة السعودية في رغد من العيش، ويسعون بشتى الطرق، لأن تتعلم وتتثقف المرأة السعودية، وأن تكون فعالة في مجتمعها، تخدمه سواء في قطاع التعليم أو القطاع الصحي أو أي قطاع آخر»، مضيفة «للأسف الشديد، فإن ما حل بنا نحن خريجات الكلية الصحية في هذا العام، يعد تعطيلا لبرنامج السعودة الذي يسعى له ولاة الأمر وفقهم الله»ا لدفعة السابقة وترى عبير، طالبة تمريض عام، أن الوزارة ملزمة بتعييننا، وتقول: «ليس لها الحق في إيكال أمرنا إلى وزارة أخرى، لأننا ارتبطنا معها بإقرار يقضي بتوظيفنا في منشآتها الصحية، وهذا الإقرار يعرضنا للعقوبة إذا توظفنا في أي قطاع آخر، وهذا ما نص عليه الإقرار صراحة»، مشيرة إلى أن «الدفعة السابقة، تعرضت للمشكلة نفسها، وعندما هموا بتقديم شكوى ضد الوزارة، سعت الأخيرة لاحتواء المشكلة، وقامت بتعيينهن على الفور». خارج البلاد
وتأمل عبير من المسؤولين في وزارة الصحة «إدراجنا ضمن الوظائف المطروحة لهذا العام، وخصوصاً أننا قرابة 90 خريجة في المنطقة الشرقية فقط، وهو رقم ليس بكبير، مقارنة بعدد الممرضات الأجنبيات اللائي تتعاقد معهن وزارة الصحة، وغالبيتهن آسيويات»، مؤكدة أن «هذه التعاقدات تثير العجب العجاب، حيث تناولت الأوساط الإعلامية أخبارا أن وزارة الصحة تعتزم التعاقد مع قرابة 2000 ممرضة، كلهن من خارج البلاد، ونحن بنات البلد أولى من غيرنا بهذه الوظائف، حيث إننا درسنا في المملكة وفي معاهد وكليات تابعة ومعتمدة من قبل وزارة الصحة، وفي نهاية الأمر نتفاجأ في اللحظات الأخيرة بتهميشنا!!».
الجهة المسؤولة وتتحدث طالبة أخرى عن معاناة الطالبات مع الكلية الصحية قائلة: «ذهبنا إلى جامعة الدمام، حيث قالت لنا إحدى المسؤولات في الكلية إن الجامعة هي المعنية بالتعيين، وعندما وصلنا إلى الجامعة، لم نجد أي قسم نسائي يستقبل الطلبات، بل تفاجأ عدد من موظفي الجامعة بوجودنا في الجامعة، وقال أحدهم لنا «ليس لدينا أي علم بتحويلكنّ إلينا، فأصبحنا لا نعلم أين نذهب، وكيف سنواصل مطالبنا وما هي الجهة المسؤولة عن تعييننا بل أين ذهبت ملفاتنا وهل ستستقبلها جامعة الدمام أم سترفضها؟.
إحدى الإداريات ويشير ولي أمر طالبة في قسم التمريض إلى أن الملاحظ على عميدة الكلية الصحية في الدمام ومساعداتها أنها تحاول التهرب من مطالب الخريجات، وقال: «من حديث ابنتي معي، تأكدت أن الكلية تسعى جاهدة لإقناع الطالبات أن يأخذن ملفاتهن، ويخرجن من الكلية، ولا أنسى ما ذكرته إحدى الإداريات في الكلية لابنتي، حيث تقول «لا تضيعن وقتكن عندنا». ويدعو ولي الأمر إلى أن تتاح الفرصة لابنته وزميلاتها الخريجات بأن يواصلن دراساتهن والحصول على البكالوريوس، لضمان وجود الفرص الوظيفية لهن، حيث إن الكلية ترفض أن تتقدم أي خريجة لمواصلة الدراسة، بل إن وزارة الصحة لا تسمح لأي خريجة بأن تواصل دراستها». |